دورُ السّياساتِ الزّراعيّةِ في إدارةِ المواردِ المائيّةِ وأثرها في الإنتاجِ الزّراعيِّ، حالةٌ دراسيّة: محافظةُ درعا

الملخص

  تُعتبرُ إدارةُ المياهِ جزءاً مهمًا من أيِّ خطةِ تنمية، وهذا يحتّمُ إدارةَ المياهِ بطريقةٍ صحيحة، من خلالِ توفيرِ سياسةٍ لإدارةِ المواردِ المائيّة، وتجدرُ الإشارةُ إلى أنَّ محافظةَ درعا تواجهُ العديدَ منَ التّحدياتِ في مجالِ السّياساتِ المائيّةِ، رغمَ الإجراءاتِ المتّبعة، حيثُ أنَّ ندرةَ المياهِ تشكّلُ هاجساً كبيراً يحدُّ من تنفيذِ الخطط والبرامجِ المائية، وظاهرةَ الاستنزافِ الحادِّ للمخزونِ المائي، وسوء ترشيدِ الاستخدامِ، لم تزل قائمة. وتأتي أهميّةُ البحثِ انطلاقاً من أهميّةِ السّياساتِ المائيّةِ كموجّهٍ في عمليّةِ الإدارةِ الجيّدة. وهدفَ البحثُ إلى دراسةِ دورِ السياساتِ الزّراعيّةِ في إدارة المواردِ المائيّةِ وأثرها في الإنتاجِ الزّراعيِّ في محافظةِ درعا، ونُفِّذَ استناداً إلى البياناتِ الأوّليّةِ عن طريقِ استمارتيِّ استبيان أُعدّتا لهذا الغرض. أُخذت عيّنةٌ عشوائيّةٌ من مزارعي المحاصيلِ المرويّةِ، وبلغ عددهم 225 مزارعاً، من القرى التّابعةِ للمناطقِ الإداريّةِ في محافظةِ درعا، واُختيرَ موظّفو المواردِ المائيّةِ وبلغَ عددهم 60 موظفاً جميعهم، في محافظةِ درعا. استخدمَ البحثُ مؤشّراتِ الكفاءةِ الاقتصاديّةِ لمحاصيلِ القمحِ والشّعيرِ والحمّصِ والزّيتونِ والعنبِ والبطاطا الرّبيعيّة، والبندورة الصّيفيّة، وطُبّقَ تحليلُ الانحدارِ البسيطِ والمتعدّدِ والانحدارِ اللّوجستيِّ ومقياسُ ليكرت. بيّنت نتائجُ التّحليلِ بوجودِ أثرٍ ذي دلالةٍ احصائيّةٍ للسّياساتِ الزّراعيّةِ في إدارة الموارد المائيّةِ في إنتاجيّةِ وربحِ صافي المحاصيل المرويّةِ والأشجار المثمرةِ والخضار. وأظهرت أيضاً النّتائج بوجودِ أثرٍ ذي دلالةٍ احصائيّةٍ للسّياساتِ الزّراعيّةِ في زيادة المساحةِ المرويّةِ عند مستوى معنويّة 0.01. وكانَ من بينِ أهمِّ الصّعوباتِ في مجالِ تنفيذِ السّياساتِ الزّراعيّةِ في إدارةِ المواردِ المائيّةِ عدمُ القدرةِ على تأهيلِ البحيراتِ والسّدودِ وأقنيةِ مياهِ الرّي، بسببِ نقصِ الإمكاناتِ الماديّةِ بفعلِ الأزمةِ. وأوصى البحثُ بتشجيعِ العملِ على تعزيزِ التّعاونِ الإقليميِّ؛ بهدفِ إعادةِ استثمارِ البحيراتِ والسّدودِ والانتفاعِ بالمواردِ المائيّةِ المتاحةِ وتنميتها.