صورةُ المرأةِ الجَاريةِ بين الإماء الشّواعر والشُّعراء /حتّى نهايةِ عصرِ المُرابطِين/
الملخص
كانت المرأة الجارية قد حملت من العبقريّة والبداهة والجمال ما جعلها محطّ الأنظار، فحرّكت القرائح الشعرية لدى الشعراء فأبدعوا في وصفها أيّما إبداع، ولعلّ المرأة الجارية لم تكن مجرّد مادةٍ كُتب الشعر عنها ولها، بل كانت متأثّرة ومؤثّرةً معاً، فقد أبدعت في الحديث عن ذاتها مجارية الشعراء في التفنن في تقديم صورتها ومكانتها آنذاك، ومهما يكن حال الجواري مؤثّراتٍ أم متأثّراتٍ، فقد ظهرت الجواري في شعر الإماء الشواعر بصورٍ عدّة، منها الماجنة الجريئة، والمعتدّة بنفسها ونسبها الراثية له، والمرتبطة بالوطن الوفيّة له ولسيّدها الذي قطنه، في حين ظهرت في شعر الشعراء بمظهرين أحدهما حسّيّ والآخر معنويّ، فتجلّت الحسيّة في الوقوف عند منطقها ورشاقتها وبهاء وجهها وشقرتها أو سمرتها، في حين تجلّى البعد المعنويّ في إظهار مكانتها العاطفية في قلوب سادتها، وإظهار مدى اعتدادها بنفسها، وتبيان وفائها لسيّدها، فكانت المرثيّة التي لا تُنسى لدى سيّدها، وبذلك ظهرت صورة الجارية بأبهى صورة.