عنوان البحث: نقد ما بعد الاستعمار وإدوارد سعيد
الملخص
يسعى هذا البحث إلى التعريف بنقد ما بعد الاستعمار كما قدّمه إدوارد سعيد، ونقد ما بعد الاستعمار هو توجُّهٌ معرفيٌّ تحرُّريّ متعدِّد الأبعاد، قائمٌ على تقويض التمركز الغربيّ ومساءلته، وإن كان نقد ما بعد الاستعمار يُصنَّفُ ضمن قضايا الدراسات الثقافيّة، إلّا أنّه تطرَّق إليها بعد عولمتها، ولا فرق بين نقد ما بعد الاستعمار ونقد ما بعد الكولونياليّة من الناحيّة الاصطلاحيّة، فالاستعمار هو الترجمة العربيّة للكولونياليّة؛ وإنْ كانت الكولونياليّة تحفظُ للنظريّة تميُّزها الاصطلاحيّ، وتتحدّد إشكالية البحث في كونه يتناول نقد ما بعد الاستعمار كما قدّمه إدوارد سعيد في أبرز مؤلفاته، في حين تنطلق أهداف البحث من الرغبة في تعريف نقد ما بعد الاستعمار، والتطرّق إلى جذوره النظريّة وأهمّ مساراته، وقد اتبع البحث المنهج الوصفيّ التحليليّ، وقد توصل إلى العديد من النتائج، لعلّ من أبرزها:
- الإشكاليّات المعرفيّة لـ نقد ما بعد الاستعمار، تدور حول مفاهيم تتعلّق باللغة والهويّة والمكان والانتماء.
- تتبّع سعيد الأثر الاستعماريّ عبر قراءةٍ نقديّةٍ للنصوص، فالنّصّ مُنعكَسٌ ثقافيٌّ لابدّ من تدعيم روابطه بالحياة السياسيّة والاجتماعيّة.
- كان نقد ما بعد الاستعمار مقاربةً نقديّةً للفكر الغربيّ في تعامله مع الآخر، مقاربةً تشمل الأبعاد الثقافيّة والسياسيّة والتاريخيّة، وذلك بغية كشف الأنساق الثقافيّة المضمرة التي توجّه هذا الخطاب وتتحكّم به، ومن ثمّ تفككيكه في جميع مساراته الذهنيّة والمقصديّة .
نقد ما بعد الاستعمار هو منهجيّةٌ في القراءة بقدر ما هو تنظيرٌ نقديٌّ؛ يسعى لمعرفة السيرورة الاستعماريّة التي نمذجت صورة الذات الغربيّة وصورة الآخر الشرقيّ، فقد ألغى الاستعمار معالم الخصوصيّة الثقافيّة وملامح الاختلاف الحضاريّ للأنا الشرقيّ.