صور المشابهة في ديوان البهاء زهير
الملخص
كان للعدول الجمالي بصوره التّشبيهيّة والاستعاريّة في ديوان البهاء زهير حظّاً وافراً؛ إذ اهتمّ بتضمين أشعاره ذاك الأسلوب الفنّي، ممّا أعطاه عمقاً دلاليّاً ثرَّاً، عبر ألوان التّشبيه العديدة من تشبيه تامّ الأركن، وبليغ، وبليغ إضافي، ومؤكّد ومجمل، وعبر الاستعارة التّصريحيّة والمكنيّة الأمر الذي أسهم في إبراز القدرة التّخييليّة للشّاعر من جهة، وثراء اللغة العربيّة ومرونتها وجماليّتها من جهة أخرى.
لقد كانت الصّورة الشّعريّة البيانيّة بوحاً خاصّاً استطاع الشّاعر بوساطته الولوج إلى حقول التّأثير في متلقّيه، فبرزت دوافع كثيرة بلورت تجربة تصويره البلاغيّ، وأسهمت في إنضاج المخزون البلاغيّ بوساطة شحنه بمحمولات دلاليّة مشبعة بالشّعور واللاشعور، فكان الشّاعر أمام مستوى تخييلي منبثق من أعماق رؤيته، فارتبطت صوره بالخيال الذي كان مقوداً دقيقاً بين يديه، استثمر كلّ طاقاته وإمكاناته ليحظى بكسر أفق التّلقّي لدى القارئ، وتحقيق الانسجام النّفسيّ الذي وهب نصوصه لذّة قرائيّة وانسجاماً تواصليّاً.