آليات ردع الهجمات السيبرانية والحماية منها في الإطار القانوني الدولي والإقليمي

الملخص

لم تعد القوة العسكرية التقليدية فقط هي العنصر الحاكم في العلاقات الدولية في ظل التطور العلمي والتكنولوجي المتسارع وطغيان استخدام الإنترنت والحوكمة الإلكترونية في كافة مناحي الحياة. وباتت الحروب في الوقت الراهن حروبا من نوع آخر ساهمت في إحداث تغيرات جذرية بجيوش الدول وآليات عملها وبرزت فيها العديد من الاستراتيجيات العسكرية الجديدة "كالضربات من غير هجوم" أو "التعطيل الشامل دون إطلاق رصاصة واحدة". معتمدة على أحدث أنواع التكنولوجيا في جميع مراحل الهجوم والدفاع والحماية والوقاية عبر المجال الرقمي للفضاء السيبراني. وبالتوازي مع ذلك وجد المجتمع الدولي نفسه أمام ضرورة ملحة وحاجة ماسة إلى ضبط هذا المجال وتنظيمه ونقله من مرحلة الفوضى في الاستخدام إلى مرحلة التنظيم القانوني ومن مرحلة تحديد الواجبات إلى مرحلة صيانة الحقوق، في محاولة لمواجهة  تنامي مخاطر وتهديدات "الهجمات السيبرانية" والتخفيف من دورها المؤثر على السلم والأمن الدوليين وتأمين الطابع السلمي والمدني للفضاء السيبراني، في ضوء إشكالية القصور التشريعي التي تحيط بهذه المسألة.