أثر التغذية وعوامل أخرى على نّمو الأطفال -طلاب المرحلة الابتدائية في حمص وطرطوس أنموذجاً
الملخص
يتعلق نقص النمو عند الأطفال بشكل أساسي بنوعية الغذاء (فواكه وخضروات ولحوم ومكملات غذائية) وكميته وبالنشاط الرياضي أيضا بالاضافة للعوامل النفسية المؤثرة في المنزل واستخدام الاجهزة الالكترونية لفترات طويلة.
هدف البحث لدراسة حالات نقص النمو عند الأطفال في سورية ومقارنة النتائج بين الريف والمدينة لتحديد العوامل المؤثرة كنمط الحياة والتغذية والعوامل النفسية وذلك بإجراء مسح احصائي وصفي لمدة 3 أشهر عن طريق استبيان شمل 29 سؤال (3 اسئلة شخصية عن الوزن والطول والعمر، و 11 سؤال عياني، و 15 سؤال متعلق بنمط الحياة والتغذية). العينة مكونة من 200 طالب من من طلاب الصفين الخامس والسادس الابتدائي موزعة كالتالي: (55 إناث – 45 ذكور) في المدينة و (50 إناث – 50 ذكور) في الريف، وتراوحت أعمارهم بين 11 – 12 سنة.
بلغت نسبة الأطفال الذين كان متوسط أطوالهم طبيعي 40- 50% في المدينة و 34-20% في الريف، بينما بلغت نسبة الأطفال ذوي الوزن الطبيعي بين 44-51% في المدينة و41-45% في الريف. وتراوحت نسب ممارسة الرياضة بين 95-91% في الريف بينما في المدينة 64-72% وانعكس ذلك على المهارات الحركية و التوازن الجيدة لمعظم العينة (84-96%) وكذلك تمتع أفراد العينة بشهية جيدة للغذاء في المدينة (72-76%) أكثر من الريف (46-54%)، ولوحظ تناول الخضراوات والفواكه لأكثر من 3 مرات أسبوعيا بنسبة مرتفعة سواء في الريف والمدينة (97% و 92% على التوالي) وبالتالي لم يكن الطلاب بحاجة لمكملات غذائية حيث أن نسبة تناول المكملات الغذائية في الريف قليلة جدا 2% مقارنة بطلاب المدينة 24%. تفاوتت نسب تناول اللحوم الحمراء أو البيضاء ثلاث مرات واكثر أسبوعيا وكانت النسبة في عينة الريف أكثر بثلاثة أضعاف مما في المدينة (30% و7% على التوالي).
تبين وجود نسبة بسيطة من العينة المدروسة تعاني من تأخر في ظهور الأسنان أو ضعف نمو الشعر أو مشاكل في النطق والسمع والتي قد تعزى لاستخدام الأجهزة الالكترونية لفترة طويلة، ففي المدينة كانت النسبة (ذكور 34% وإناث 30%) أعلى منها في الريف (ذكور 12% وإناث 20%)، بالاضافة للأجواء الأسرية المتوترة وغير المريحة لدى البعض وخاصة الإناث سواء في الريف أوفي المدينة.
يوصي البحث بضرورة التركيز على تنوع الغذاء وكميته لدى الأطفال، مع المتابعة بمتممات غذائية تحت إشراف طبي في حال عدم توافر المغذات من مصدر طبيعي، وتجنب الاستخدام الطويل للاجهزة الإلكترونية. بالإضافة للحفاظ على في جو أسري مناسب وهادئ لحياة جسدية ونفسية أفضل.