حُكم التَحكيم بين الانعدام والبُطلان
الملخص
إنَّ انعدام حكم التحكيم يتضمن انتفاء أحد الركائز الأساسية لحكم التحكيم والتي تبطل الحكم التحكيم بطلاناً يصل لدرجة الانعدام وفقاً لما استقر عليه الفقه والقضاء، إلا أنَّ إعمال القضاء لهذا المبدأ يصطدم في الواقع العملي بأنَّ حالات انتفاء ركائز حكم التحكيم الأساسية تتشابه كثيراً وتدق التفرقة بينها وبين حالات بطلان حكم التحكيم التي نظم المشرع السوري حالاتها وعلى سبيل الحصر، فيتعين على القضاء التقيد بالمواعيد القانونية في حال رفع دعوى بطلان حكم التحكيم وبالتالي عدم التقيد بها في حال رفع دعوى انعدام حكم التحكيم؛ وذلك لأن المشرع السوري نظم حالات دعوى بطلان حكم التحكيم ونظم إجراءاتها بدقة كما أشرنا لذلك ولم ينظم حالة انعدام حكم التحكيم.
تكمن صعوبة هذا البحث وأهميته العملية في استخلاص القواعد التي تحكم دعوى انعدام حكم التحكيم واستنتاج الحالات التي تجعل حكم التحكيم منعدماً، وفصلها بدقة عن حالات بطلان حكم التحكيم، وهو لبس يتعين على المشرع تجنبه بالفصل بين حالات الانعدام وحالات بطلان حكم التحكيم.